الشجاعة لا تعرف المستحيل

هناك حكمة تقول: فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل ومعناها أن الأفعال أقوى تأثيراً من الكلام فلو أن رجل فعل موقف أخلاقي يدل على الأمانة مثلاً سيكون أقوى بشدة في آلاف الناس من ألف محاضرة يلقيها إنسان عن الأمانة.
ظنوا أن النبي لا يحزن، كما ظن قومٌ أن الشجاع لا يخاف ولا يحب الحياة، وأن الكريم لا يعرف قيمة المال، ولكن القلب الذي لا يعرف قيمة المال لا فضل له في الكرم، والقلب الذي لا يخاف لا فضل له في الشجاعة، والقلب الذي لا يحزن لا فضل له في الصبر، إنّما الفضل في الحزن والغلبة عليه، وفي الخوف والسمو عليه، وفي معرفة المال والإيثار عليه.


الفشل لا يهم، فمن الشجاعة أن تجعل من نفسك أضحوكة…حتى الذين أضحت شجاعتهم مضرب المثل ، لا يمكنهم الإدعاء أن الخوف لم يتطرق إلى قلوبهم… هناك وفرة في الذكاء في العالم لكن الشجاعة في عمل الأشياء بشكل مختلف قليلة الوجود… نحن لا يمكن أن نتعلم الشجاعة والصبر إذا كان كل شيء في العالم مليئاً بالفرح… البحث عن المصائب ليس شجاعة وإنما غباء .. الشجاعة هي الاستعداد لمواجهة المصائب التي لا مهرب منها برباطة جأش … إتخاذك الوضع الدفاعي يشير إلى قوة غير كافية ، بينما الهجوم يستلزم توفر القوة الزائدة…مع مرور الزمن !نضحك على ما كنا نخاف منه سابقاً… هناك ثقافة واحدة هي ثقافة القوة .. حين أكون قوياً يحترم الناس ثقافتي وحين أكون ضعيفاً أسقط أنا وتسقط ثقافتي معي…


متى نفهم أن الرجولة هي الجلد على العمل وحمل المسؤولية والصمود للعقبات الجسام والبطولة في الميدان وفداء الأوطان وأن المجد الحقيقي ليس مكانه مخادع الغواني وإنما المعامل والمصانع والحقول وميادين القتال
إن الرجل سر حياة الأمم ومصدر نهضاتها، وإن تاريخ الأمم جميعاً إنما هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء النفوس والإرادات وإن قوة الأمم أو ضعفها إنما تقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة

وقد كانت رجولة محمد عليه الصلاة والسلام في القمة بيد أن قواه الروحية وصفاءه النفسي جعلا هذه الرجولة تزداد بمحامد الادب والاستقامة والقنوع.

Exit mobile version