اللغة العربية مهددة بالانقراض
*اللغة العربية أكثر لغات الأرض مفردات وتراكيب، وهي لغة العلم والفن والعقل والروح والصوت والصورة، ولكنها اليوم في خطر أمام مد التغريب الزاحف والعاميّة الجارفة، فكثير من العرب يفخر بغير لغته حتى صار من الموضة عند كثير منهم الرطانة بالإنجليزية والتباهي بترداد مفرداتها، ومن سافر من العرب إلى الغرب عاد يرطن بعدة كلمات ليوهم الناس أنه عاد بثقافة الغرب وحضارته ، بينما تجده كان ماسحاً للسيارات في شوارع لندن أو نادل مطعم في تكساس ، وكما قال أبو منصور الثعالبي: من أحب الله أحب رسوله ومن أحب رسوله أحب القرآن ومن أحب القرآن أحب العربية؛ لأن القرآن نزل بها ومن الشرف العظيم والمجد المنيف لهذه الأمة أن كتابها عربي ونبيّها عربي، ولكن المتسوّلين على أبواب الأجنبي والمتطفلين على موائد الغير يرفضون هذا الشرف ويفرّون من هذا المجد، والحل أن تتبنى الحكومات العربية ميثاق شرف حماية العربية وأن تلتزم بالعربية لغة رسمية في كل شؤونها كما فعلت كل أمم الأرض، لنحافظ على هويتنا كعرب اختارنا الله للرسالة الخاتمة والدين العظيم. كلمات أجنبية نسمعها كثيرا هذه الأيام بين الشباب العربي في مختلف بقاع العالم شباب عربي بات لا يفقه لغته، لغة عريقة أصبح الكثير منا يجهلها.
إننا نريد لغة فصيحة تعود علينا وعلى أُمَّتنا بالنفع، فالتفريط في لغة الضاد له نتائج خطيرة على أبنائنا ومستقبلنا؛ لأنه يؤدي إلى عدم تمكُّن أبنائنا من هذه اللغة المقدَّسة، ويَجعلهم أبعد عن فَهم كتاب الله، ويَفصلهم عن وطنهم ، كما يؤدي إلى تراجع الحسِّ القومي، ونَشْر الفتن، وفصْلِنا عن تراثنا وتاريخنا، فلغتنا القومية باعتبارها لغةَ القرآن الكريم، ولسانًا مشتركًا بين أبناء الأُمَّة العربية، هي التي توحِّد بينهم، وتقف حصنًا منيعًا أمام توليد مشاعر التعصُّب للهجة دون أخرى؛ سواء داخل الوطن الواحد، أو داخل الأمة العربية، فلا وحدة للأمة العربيَّة دون لُغتنا ، فلنحافظ عليها، ولنعتز بها كما تعتزُّ كلُّ شعوب العالم بلغاتها
