هي نفس نادرة قلما نجدها عند أغلب الناس ,يتميز أصحابها بخصال ترفع أقدارهم في قلوب البشر من كل الطبقات و من مختلف المستويات ,هي فراشة محلقة تطير في كل مكان و تخطو بخطواتها الرشيقة بين رياض الخيال المزهرة,هي نفس جوهرها الفضيلة و داؤها الرذيلة ,تجعل ممتلكها يرى في كل الأشياء ,دقيقها وجليلها ,روحا لا يراها غيره من الناس ,فهو لا ينظر إلى النجوم مثلا نظرة إهتداء , و إنما ينظر إليها ليكتشف سحرها الذي يوحيه له خياله الشعري الجميل ,هو يتأذى ويحزن لأبسط أنة تصدر عن رضيع ,هو يشعر بدموع البؤساء و يبكي لبكائهم , ويتغلغل في أدق الأمور و أبسطها تغلغل الطائر المحلق في غمار السحب , فمن امتلك نقسا كهذه , فقد امتلك عز الدهر و غاية الفخر , و ليس امتلاكها بالصعب و لا بالمستحيل ,فمن هذب نفسه و روضها على الفضيلة , إمتلك ذلك الكنز الذي لا يفنى, و الذي سيبني به الجسر الذي سيوصله إلى جنة الخلد .
