إسلاميات

الاسلام نظام الحياة

الإسلام يبين أن وراء الكون والحياة والإنسان خالقاً خلقها هو الله تعالى، ولذلك كان أساسه الاعتقاد بوجود الله عز وجل… والإيمان بالله يجب أن يقترن بالإيمان بنبوة محمد – صلى الله عليه واله وسلم- ورسالته، وبأن القرآن كلام الله، فيجب الإيمان بكل ما جاء به
ولهذا كانت العقيدة الإسلامية تقضي بأنه يوجد قبل الحياة ما يجب الإيمان به وهو الله ، وتقضي بالإيمان بما بعد الحياة ، وهو يوم القيامة ، وبأن الإنسان في هذه الحياة الدنيا مقيد بأوامر الله ونواهيه ، وهذه هي صلة الحياة بما قبلها ، ومقيد بالمحاسبة على اتباع هذه الأوامر واجتناب هذه النواهي ، وهذه هي صلة الحياة بما بعدها ، ولذلك كان حتماً على المسلم أن يدرك صلته بالله حين القيام بالأعمال ، فيسير أعماله بأوامر الله ونواهيه وكان ذلك هو معنى مزج المادة بالروح والغاية من تسييرها بأوامر الله ونواهيه هي رضوان الله . والغاية المقصودة من القيام بها هي القيمة التي يحققها العمل
ولضمان هذا التنظيم، ينظر الإسلام للجماعة باعتبارها كلاً غير مجزأ، وينظر للفرد باعتباره جزءاً من هذه الجماعة غير منفصل عنها. ولكن كونه جزءاً من الجماعة لا يعني أن جزئيته هذه كجزئية السن في الدولاب ، بل يعني أنه جزء من كل ، كما أن اليد جزء من الجسم ، ولذلك عني الإسلام بهذا الفرد بوصفه جزءاً من الجماعة ، لا فرداً منفصلاً عنها ، بحيث تؤدي هذه العناية للمحافظة على الجماعة ، وعني في نفس الوقت بالجماعة لا بوصفها كلاً ليس له أجزاء بل بوصفها كلاً مكوناً من أجزاء هم الأفراد بحيث تؤدي هذه العناية إلى المحافظة على هؤلاء الأفراد كأجزاء ، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا
téléchargement
والقيادة الفكرية لمبدأ الإسلام متفقة مع فطرة الإنسان ، وهي على عمقها سهلة ميسورة ، سرعان ما يفتح لها الإنسان عقله وقلبه ، وسرعان ما يقبل عليها ليفهمها ، وليتعمق في فهم دقائقها بشغف وتقدير ، لأن التدين فطري في الإنسان ، وكل إنسان بفطرته ، متدين ، ولا تستطيع أي قوة أن تنزع منه هذه الفطرة ، لأنها متأصلة فيه ، فالإنسان بطبعه يشعر أنه ناقص ، وأن هناك قوة أكمل منه ، وأن هذه القوة تستحق التقديس ، والتدين هو الاحتياج إلى الخالق المدبر ، الناشئ عن العجز الطبيعي في تكوين الإنسان ، وهو غريزة ثابتة لها رجع معين هو التقديس ، ولذلك كانت الإنسانية في جميع العصور متدينة تعبد شيئاً ، فعبدت الإنسان ، والأفلاك ، والحجارة ، والحيوان ، والنيران ، وغير ذلك . ولما جاء الإسلام بعقيدته جاء ليخرج الإنسانية من عبادة المخلوقات إلى عبادة الله الذي خلق كل شيء
téléchargement (3)
ولما ظهر المبدأ المادي الذي ينكر وجود الله وينكر الروح لم يستطع أن يقضي على هذا التدين الطبيعي ، وإنما نقل تصور الإنسان لقوة أكبر منه ، ونقل تقديسه لهذه القوة ، نقل كل ذلك إلى تصور هذه القوة في المبدأ وفي حملته ، وجعل تقديسه لهما وحدهما ، فكأنه رجع إلى الوراء ، ونقل تقديس الناس من عبادة الله إلى عبادة العباد ، ومن تقديس آيات الله إلى تقديس كلام المخلوقات ، فكان رجعياً في ذلك . ولم يستطع القضاء على فطرة التدين ، وإنما حولها بالمغالطة تحويلاً رجعياً . ولذلك كانت قيادته الفكرية تختلف مع طبيعة الإنسان ، وكانت قيادة سلبية . ومن هنا كانت القيادة الفكرية في الشيوعية مخفقة من ناحية فطرية ، وإنما يتحيل لها بالمعدة ، وتستهوي الجائعين ، والخائفين ، والبائسين ، ويتمسك بها المنخفضون ، والمخفقون في الحياة الحاقدون عليها ، والمصابون بالشذوذ العقلي ، حتى يقال إنهم من ذوي الفكر حين يتشدقون بالنظرية الديالكتيكية التي هي أظهر شيء فساداً وبطلاناً بشهادة الحس والعقل معاً . وتتوسل بالقوة لإخضاع الناس لمبدئها، ومن هنا كان الضغط والكبت، وكانت الثورات والقلاقل، والتخريب والاضطراب من أهم وسائلها
téléchargement (2)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى