الموت نهاية كل كائن حي , هو الذي نفر منه جميعا وهو ملاقينا قي وقت معلوم لا ريب فيه ,هو يفرق بين الروح والجسد و يبعدنا عن الأهل و الأحبة ,الخوف منه والتماس الحيل للفرار منه حمق , والعمل له بكل ما يرضي الله عز و جل ذكاء و فطنة , و قد جعله الله تعالى نهاية لإختبار الدنيا و بداية للمحاسبة على العثرات و الزلات , فمن أحسن فجزاؤه الحسنى و من أساء فجزاؤه من جنس عمله , و ليس لأي إنسان الحق في الحكم على آخر في صلاحه و تقواه , أو سوء عمله و أخلاقه , فالله يحاسبنا على نياتنا , فهناك من يقوم بكل أعمال البر و لكن رياءا و كذبا و ليس ابتغاء مرضاة الله , وهناك من يقترف صنوف الآثام و لكنه غير راض عن نفسه , لاجئ إلى الله في سره أن يهديه ويعينه ترك كل ذنب , فهل في رأيكم أعزائي القراء يستوي الإثنان ؟

إن رحمة الله واسعة جدا , وإنه حين قسم رحمته ,أنزل واحدة على الأرض , و هي رحمة الأم بأولادها ,وكم هي رحمة كبيرة , فما بالكم بالرحمة التي عند الله في السماء ؟
إن الموت لباب كلنا عابره , وإن القبر لبيت لبيت كلنا ساكنه , فلنعتبر بمن سبقونا برهم و فاجرهم , و لندع الله تعالى قي كل وقت و حين أن يرحمنا و يغقر لنا و يعيننا على الإستعداد للموت , فما نحن قي هذه الحياة إل كمسافر استراح تحت ظل شجرة ساعة ثم مضى.




