مقالاتمنوعات

14مارس اليوم لذوي حاجيات خاصة

ها يعود الرابع عشر من شهر مارس ،ويعود معه الحديث عن فئة من فئات المجتمع الحابل بالكثير من النماذج البشرية التي تستحق أن يسلط الضوء على الكثير من مآسيها وخيباتها في ظل واقع لا يرحم،إنها فئة ذوي الإعاقة ،أو ذوي الاحتياجات الخاصة،أو المعاقين –سمهم ما شئت-فهم في نظر الكثيرين فئة غير عادية تعيش منذ غابر الأزمان إلى يومنا هذا على هامش المجتمع.
ها يعود الرابع عشر من مارس (اليوم الوطني للمعاقين)ويعود الاهتمام بهذه الفئة يحتل حيزا مهما في وسائل الإعلام المختلفة،تقام المآدب والندوات،والموائد المستديرة والمستطيلة،حول أنجع السبل لدمج وإدماج ذوي الإعاقة في المجتمع،ترفع أقلام الصحافة المكتوبة،وميكروفونات الإذاعات وكاميرات التلفزيون لأجل القبض على احد هؤلاء واستنطاقه للبوح عن مشاعره في هذا اليوم الأغر،عن مشاكله اليومية،عن تطلعاته وآماله..ومن تزاحم الكلمات التي تتأجج في دخيلة روحه،ومن زحمة المشاكل والعوائق التي تواجهه من كل جانب،ينعقد لسانه عن التعبير،وقد لا ينطق إلا بكلمة واحدة(الحمد لله على كل حال)ولسان حاله يرثي واقعا مزريا يعيشه،ويزدري عيونا لا تراه سوى (معاقا)لا حول ولا قوة له،واهتماما مناسباتيا في موعدين في السنة هما الثالث من ديسمبر(اليوم العالمي لذوي الإعاقة)والرابع عشر مارس(اليوم الوطني للمعاقين) اهتمام اقرب إلى التمظهر منه إلى التجسيد الحي على ارض الواقع.
وتمر السنين وتؤوب،والحال هي الحال،لا شيء تغير في حياته ،سوى المزيد من المصطلحات التي تتفنن في تسميته ،ووصف حالات دمجه في المجتمع،وكذا إصدار بعض القوانين على شرفه،قوانين جميلة وبناءة وجيدة على الورق،ولكنها تجد عراقيلا لا تحصى في آليات تطبيقها،وفي عقليات من أنيط بهم عملية التطبيق،فهي مشكلة(آليات وعقليات) مما يجعل هذه القوانين مجرد حبر على ورق.
وبرغم الاهتمام الذي باتت توليه الدولة الجزائرية لهذه الفئة في السنوات الأخيرة(على المستوى التشريعي على الأقل)،وبرغم التحسن الملحوظ في نظرة الناس للأشخاص ذوي الإعاقة،إلا أن عملا كبيرا ما يزال ينتظرنا،شعبا ودولة ومجتمعا مدنيا،لأجل الارتقاء في نظرتنا ومفاهيمنا حول الإعاقة وحول ذوي الإعاقة باعتبارهم مواطنين كاملي المواطنة،لهم حقوقا وعليهم واجبات،وان نكف عن النظرة النمطية المريبة نحوهم،وان نهيئ لهم الأرضية الخصبة للأمل والعمل والإبداع في كامل أيام السنة ،وليس فقط في المناسبات،وحينها فقط سوف نجدهم يحلقون بأجنحة التحدي في فضاءات التألق والإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى